المولد النبوي: هل ينبغي لماكرون "الاعتذار" في ذكرى مولد النبي محمد؟
المولد النبوي: هل ينبغي لماكرون "الاعتذار" في ذكرى مولد النبي محمد؟
احتفل العديد من الصحف العربية بذكرى مولد النبي محمد، والتي تحل هذا العام وسط احتجاجات في دول إسلامية ترفض تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اعتبرت مسيئة لمشاعر المسلمين.
وكان ماكرون قد أكد مؤخرا أن بلاده لن تتراجع عن نشر رسوم الكاريكاتير التي يعتبرها المسلمون مسيئة للنبي محمد، وهو ما أدى إلى موجة احتجاجات شعبية في بلدان إسلامية، ومطالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية كرد على هذه التصريحات.
كتب حمادة فراعنة في صحيفة الدستور الأردنية يقول: "صدمنا الرئيس الفرنسي في موقفه ضد الإسلام والمسلمين، وإجراءاته التعسفية المتسرعة غير المنطقية، غير المقبولة، المرفوضة مبدئياً وإجرائياً من دولة يُفترض أنها عصرية وصديقة، ولديها أجهزة وخبرات تُدرك معنى العقائد، وضرورة احترامها لقيم الآخر الدينية والتراثية المعمرة والثابتة والساكنة في نفوس المؤمنين وقناعاتهم".
ويضيف فراعنة " نحن نرفض العنف ضد الآخر مهما كانت دوافعه وشكله، ونؤمن بالتعددية والحوار والشراكة، ونعتقد أن ما فعله الرئيس الفرنسي سقطة غير مبررة، يجب التراجع عنها والاعتذار بسببها خاصة أن ملايين من الفرنسيين هم من المسلمين، ولأن فرنسا تربطها علاقات الاحترام المتبادل مع العديد من البلدان العربية والإسلامية، فهل يفعلها الرئيس الفرنسي ويملك شجاعة التراجع والاعتذار".
وتحت عنوان "اعتذار ماكرون متطلب إجباري"، يقول بسام روبين في رأي اليوم اللندنية "ربما ارتكب الرئيس الفرنسي جناية كبرى ضد الشعوب الإسلامية عندما أجاز الإساءة للإسلام ولرسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم. وأعتقد أن هذا السلوك اليميني المتطرف قد كان يهدف لقياس ردود أفعال الشعوب المسلمة قبل الانتقال لمستوى جديد من الإذلال لهذه الأمة التي صمتت كثيراً حيال العديد من المؤامرات التي نفذت ضدها، واستهدفت تاريخها ودولها وشعوبها وكرامتها".
ويطالب الكاتب الرئيس الفرنسي "أن يبادر بالاعتذار من الشعوب الإسلامية ويتوقف عن التحرش بمشاعر المسلمين ورموزهم، وعلى رجال الدين الإسلامي أيضا أن يقوموا بواجبهم الديني الصحيح، فالأمر يتعلق برسولنا العظيم وللأسف ما زالت ردة فعل بعضهم ضعيفة ولا تليق بالحدث، وعذرا منك يا سيدي يا رسول الله".
كما يشير جواد العلي في مقال بعنوان "رذيلة ماكرون وتكاليفها" في العربي الجديد أن الرسوم المسيئة للرسول والتي "نشرت في الدنمارك عام 2005 أثارت ثورة هائلة ومقاطعة للسلع الدنماركية، ما دفع الحكومة الدنماركية آنذاك إلى الاعتذار".
ويضيف الكاتب أن ماكرون "لم يعتذر، وإنما تحدّى بالاستمرار بنشر الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول، ما فتح عليه كل النقد والاتهام، وصارت سيرته الذاتية وقصة زواجه مثالاً للتندّر والقَدْح... لقد ارتكب ماكرون الخطأ نفسه الذي يوجهه إلى الأصولية الإسلامية".
تجريم التطاول على الأديان
تقول البيان الإماراتية في افتتاحيتها إن الطريقة الصحيحة لتعبير المسلمين عن حبهم للنبي محمد هي تتمثل في ضرورة التأسي بأخلاقه وتطبيق مبادئ الإسلام.
وتضيف البيان "حب رسولنا الكريم يترجم من خلال التطبيق السليم لرسالة الإسلام، ويقتضي السير على نهج النبوّة، واتباع السنة وأوامر المولى جل وعلا، والابتعاد عن المغالاة، وابتداع أمور لم ترد في ديننا الحنيف".
كما يقول الأمير الحسن بن طلال في العرب اللندنية "كان ميلاد النبي أحمد للحياة حياة، فهل نُجدِّد حياتنا بهديه، أم نفني أنفسنا بالبعد عن نهجه، دعونا نوجد للإسلام ذلك الفعل الحضاري المبدع والمرصد الحضري الذي يليق بمكانته في عالم القيم".
كما يقول عبدالرحمن أمين البلبيسي في الرأي الأردنية "إن السماح للمتطرفين بالإساءة إلى رسول الرحمة هو إهانة للمسلمين وإيذاء لمشاعرهم وزرع لفتيل التفرقة والعنصرية في المجتمع الفرنسي والعالمي، وسوف يؤدي إلى ردود فعل كان الأولى على الرئيس الفرنسي وحكومته تجنبها واستخدام الوسطية والعقلانية في التعامل مع موضوع حساس وشائك هو العقيدة الدينية للشعوب".
وتطالب صحيفة الخليج الإماراتية بضرورة تجريم معاداة الإسلام، وتقول في افتتاحيتها: "إذا كانت العديد من الدول الغربية، ومن بينها فرنسا، قد جرمت معاداة السامية، باعتبارها أحد أشكال العنصرية، فالأولى تجريم معاداة الإسلام والمسلمين؛ منعاً للفتن؛ وتحاشياً لردود فعل غير محمودة".
وتضيف: "المطلوب الآن من أجل وأد أية فتنة، أن تسارع مختلف الدول، وخصوصاً الأمم المتحدة إلى سن وإقرار تشريع؛ يجرم التطاول على الأديان تحت أية ذريعة كانت".
التعليقات على الموضوع