هجوم نيس: المشتبه به شاب تونسي قدم من إيطاليا إلى فرنسا الشهر الحالي

هجوم نيس: المشتبه به شاب تونسي قدم من إيطاليا إلى فرنسا الشهر الحالي

الشرطة الفرنسية
التعليق على الصورة،

فرضت الشرطة طوقا أمنيا في محيط كنيسة نوتردام

قتل ثلاثة أشخاص في هجوم بسكين بكنيسة في مدينة نيس جنوبي فرنسا فيما وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه "هجوم إرهابي إسلامي".

وقالت مصادر من الشرطة الفرنسية إن المشتبه بتنفيذه الهجوم هو شاب تونسي في الـ 21 من عمره يدعى إبراهيم العويساوي. وأشارت إلى أنه وصل إلى فرنسا على متن قارب قادما من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

وحسب المصادرنفسها، فإن العويساوي وُضع في حجر صحي للتأكد من خلوه من فيروس كورونا في الجزيرة الإيطالية ثم أطلق سراح وطُلب منه مغادرة إيطاليا. ووصل إلى فرنسا أوائل الشهر الحالي.

وقال رئيس بلدية نيس، كريستيان استروزي، إنه وقع "هجوم إرهابي في قلب كنيسة نوتردام".

وأضاف أن أحد الضحايا المسنين، الذين جاءوا للصلاة "قطع رأسه"، وأطلقت النار على مشتبه به، ثم اعتقل بعد ذلك بوقت قصير.

وتحدث استروزي عما وصفه بـ"الفاشية الإسلامية"، وقال إن المشتبه به "ظل يكرر الله أكبر".

وزار الرئيس ماكرون مدينة نيس، والتقى بضباط الشرطة في موقع الهجوم.

وفتحت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب تحقيقا في جريمة قتل ورفعت فرنسا نظام تنبيه الأمن القومي إلى أعلى مستوياته.

وقارن استروسي الهجوم بمقتل المدرس صمويل باتي، الذي قُطع رأسه بالقرب من مدرسته خارج باريس في وقت سابق من هذا الشهر.

ولم تذكر الشرطة أي دافع للهجوم في نيس. ولكنه يأتي بعد أيام من الاحتجاجات في بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة التي أثار غضبها دفاع ماكرون عن نشر رسوم كاريكاتورية تسيء إلى النبي محمد. وكانت هناك دعوات في بعض البلدان إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

وخلال ذلك وقع هجومان آخران صباح الخميس، أحدهما في فرنسا، والآخر في السعودية.

وقُتل رجل بالرصاص في مونتفافيه بالقرب من أفينيون بعد أن هدد الشرطة بمسدس. وتعرض حارس لهجوم خارج القنصلية الفرنسية بجدة بالسعودية. وقبض على مشتبه به ونقل الحارس إلى المستشفى.

ماذا نعرف عن هجوم نيس؟

قالت تقارير إن اثنين ممن قتلوا تعرضا للهجوم داخل الكنيسة، وهما امرأة مسنة ورجل عُثر عليه وقد قطعت رقبته.

التعليق على الصورة،

الرئيس الفرنسي ماكرون وعد بحملة على المتشددين الإسلاميين.

وتمكنت امرأة من الفرار إلى مقهى قريب بعد تعرضها للطعن عدة مرات، لكنها توفيت في وقت لاحق.

وتبين فيما بعد أن أحد الشهود تمكن من دق ناقوس الخطر باستخدام نظام حماية خاص أنشأته المدينة.

وقالت شاهدة عيان تعيش بالقرب من الكنيسة، وتدعى كلوي، لبي بي سي: "سمعنا الكثير من الناس يصرخون في الشارع. رأينا من النافذة أن الكثير والكثير من رجال الشرطة قادمين، وسمعنا أصوات طلقات نارية، العديد من الطلقات النارية".

وقال توم فانير، وهو طالب صحافة وصل إلى مكان الحادث بعد الهجوم مباشرة، لبي بي سي إن الناس كانوا يبكون في الشارع.

وكانت نيس، قبل أربع سنوات، مسرحا لهجوم إرهابي آخر، عندما قاد تونسي شاحنة وصدم حشودا من الناس كانوا يحتفلون بيوم الباستيل في 14 يوليو/تموز، مما أسفر عن مقتل 86 شخصا.

كيف كان رد الفعل؟

وقف أعضاء الجمعية الوطنية دقيقة صمتا حيث كان رئيس الوزراء جان كاستكس يقدم تفاصيل الإجراءات الخاصة بإغلاق البلاد بسبب كوفيد-19، التي تدخل حيز التنفيذ مساء الخميس.

وأعلن كاستكس رفع نظام تنبيه الأمن القومي إلى أعلى مستوياته، وقال إن هجوم نيس كان "جبانا بقدر ما هو همجي".

وأدان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الهجوم معربا عن تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في تغريدة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، إن المملكة المتحدة تقف "بثبات" إلى جانب فرنسا.

وأضاف "أشعر بالفزع لسماع الأخبار الواردة من نيس هذا الصباح عن هجوم بربري على كنيسة نوتردام. مشاعرنا مع الضحايا وعائلاتهم، وتقف بريطانيا بثبات مع فرنسا ضد الإرهاب والتعصب".

ونددت تركيا، التي شهدت توتر العلاقات مع فرنسا في الأيام الأخيرة بسبب تصريحات ماكرون، بشدة الهجوم "الوحشي" بالسكاكين.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني إن عمليات القتل "جلبت الموت إلى مكان محبة ومواساة".

وقال إن البابا فرنسيس أبلغ بالوضع وإنه "قريب من المجتمع الكاثوليكي الذي يمر بحالة حداد".

ما هو سياق ما حدث؟

يردد هجوم الخميس أصداء هجوم آخر وقع في وقت سابق من هذا الشهر بالقرب من مدرسة شمال غرب باريس. وقطع رأس صموئيل باتي، الذي كان يعمل مدرسا في كونفلانز سانت أونورين، بعد أيام من عرضه رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد على بعض تلاميذه.

التعليق على الصورة،

النيابة العامة لمكافحة الإرهاب بدأت تحقيقا في جريمة القتل.

وزادت جريمة القتل من حدة التوتر في فرنسا وأثارت محاولة الحكومة قمع الإسلام المتشدد غضب تركيا ودول أخرى.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من بين المطالبين بمقاطعة البضائع الفرنسية.

وساء الوضع بعد أن ظهر رسم كاريكاتوري لأردوغان في مجلة شارلي إبدو الساخرة.

جدول زمني للهجمات الأخيرة في فرنسا:

أكتوبر/تشرين الأول 2020: قطع رأس مدرس اللغة الفرنسية صمويل باتي خارج مدرسة في إحدى ضواحي باريس

سبتمبر/أيلول 2020: طعن شخصان وإصابة شخصين بجروح خطيرة في باريس بالقرب من مكاتب شارلي إيبدو السابقة، حيث شن متشددون إسلاميون هجوماً مميتاً عام 2015

يوليو/تموز 2016: مهاجمان يقتلان القس جاك هامل ويصيبان رهينة أخرى بجروح خطيرة بعد اقتحام كنيسة في إحدى ضواحي روان شمال فرنسا.

يوليو/تموز 2016: مسلح يقود شاحنة كبيرة وسط حشد يحتفل بيوم الباستيل في نيس، مما أسفر عن مقتل 86 شخصا في هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

نوفمبر/تشرين الثاني 2015: شن مسلحون وانتحاريون عدة هجمات منسقة على قاعة حفلات باتاكلان ، وملعب رئيسي ، ومطاعم وحانات في باريس ، مما أسفر عن مقتل 130 شخصا ومئات الجرحى.

 

 

ليست هناك تعليقات